ولد أبو إسحاق حجازي محمد بن يوسف بن شريف الحوينيّ في أسرة ريفية بسيطة، ، وقد كان متزوجا بثلاث (كان أبو إسحاق من الأخيرة وكـان الأوسط -الثالث- بيـن الأبناء الذكور الخمسة) وكان متدينا -كحال عامة القرويين آن ذاك . يذكر أنّ سرقة محصول القطن كانت مشهورة في ذلك الحين، وكان الأبّ يمشي مرة بجانب حقله فرأى شخصا يأخذ قطنا منه، فما كان منه إلا أن اختبأ حتّى لا يراه هذا الشخص، ولم يروّعه حتّى أخذ ما أراد وانصرف! (وإسحاق هذا ليس بولده، إنما كنّي به تيمّـنا بكنية الصحابيّ سعد بن أبي وقاص ويلقب الحويني نسبة لقرية حوين بكفر الشيخ) مؤهله العلمي
أدخل المدرسة الابتدائية الحكومية غير الأزهرية بقرية مجاورة (الوزارية)، تبعد حوالي 2كم عن حوين، مضّى فيها ستّ سنوات، وانتقل إلى المرحلة الإعدادية في مدينة كفر الشيخ (تبعد عن حوين ربع الساعة بالسيارة) بمدرسة الشهيد حمدي إبراهيم الإعدادية، بدأ في السنة الأولى منها كتابة الشعر، ومنها إلى المرحلة الثانوية بالقسم العلميّ بمدرسة الشهيد عبد المنعم رياض الثانوية. بعد إنهاء الدراسة الثانوية تردّد بين كليات حتّى استقر على كلية الألسن قسم اللغة الإسبانيةبجامعة عين شمسبالقاهرة، والتي لم يخرج عن الثلاثة الأول في السنين الثلاثة الأولى وفي الرابعة نزل عنهم، وتخرّج فيها بتقدير عام امتياز. وكان يريد أن يصبح عضوا في مجمع اللغة الأسباني، وسافر بالفعل إلى أسبانيا بمنحة من الكلية، ولكنّه رجع لعدم حبّه البلد هناك. الرحلة العلمية
في القرية والمدينة (مراحل ما قبل الجامعة)، لم يكن هناك اهتمام منه ولا من أحد بالعلم الشرعيّ، حتّى سافر في أواخر العام الأخير من الدراسة الثانوية (سنة 1395 هـ / 74-1975م) إلى القاهرة ليذاكـر عند أخيه، وكان يحضر الجمعة للشيخ عبد الحميد كشك في مسجد 'عين الحياة'. ومرة، وجد بعد الصلاة كتابا يباع على الرصيف للشيخ الألباني كتاب "صفة صلاة النبيّ من التكبير إلى التسليم كأنّك تراها"، فتصفّحه ولكنّه وجده غاليا (15 قرشا) فتركه ومضى، حتّى وقع على التلخيص فاشتراه، فقرأه ولما أنهى القراءة، وجد أنّ كثيرا مما يفعله الناس في الصلاة وما ورثوه عن الآباء - متضمنا نفسه، خطأ ويصادم السنة الصحيحة، فصمّم على شراء الكتاب الأصليّ، فلمّا اشتراه أعجب بطريقة الشيخ في العرض وبالذات مقدمة الكتاب، وهي التي أوقفته على الطريق الصحيح والمنهج القويم منهج السلف، والتي بسط فيها الشيخ الكلام على وجوب اتباع السنة ونبذ ما يخالفها ونقل أيضا كلاما عن الأئمة المتبوعين إذ تبرؤوا من مخالفة السنة أحياء وأمواتا. وقد لفتت انتباهه جدا حواشي الكتاب -مع جهله التامّ في هذا الوقت بهذه المصطلحات المعقدة بل لقد ظلّ فترة من الزمن -كما يقول- يظنّ أنّ البخاريّ صحابيًّا لكثرة ترضّي الناس عليه-، فهو، وإن لم يكن يفهمها، إلا أنّه شعر بضخامة وجزالة الكتاب ومؤلّفه، وصمّم بعدها على أن يتعلم هذا العلم علم الحديث. توالت الأيام, ودخل الجامعة، وبدأ يبحث عن كتب في هذا العلم، فكان أول كتاب وقع عليه كتاب "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" للإمام الشوكانيّ، فهال أبو إسحاق ما رأى، لقد رأى أنّ كثيرا من الأحاديث التي يتناولها الناس في حياتهم لا تثبت عن النبيّ، عكّر ذلك عليه استمتاعه بخطب الشيخ عبد الحميد كشك، فأصبح لا يمرّ به حديث إلا ويتشكّك في ثبوته. حتى كان يوم، وكانت جمعة عند الشيخ كشك فذكر حديثا تشكّك الشيخ فيه، فبحثه فوجد أنّ ابن القيم ضعّفه، فأخبر الشيخ كشكا بذلك، فردّ وقال بأنّ ابن القيم أخطأ، ثمّ قال كلمة كانت من المحفزات الكبار له لتعلم الحديث والعلم الشرعيّ، قال: يا بنيّ! تعلم قبل أن تُعلِّم. يقول أبو إسحاق : فمشيت من أمامه مستخزيا، كأنما ديك نقرني! وخرجت من عنده ولديّ من الرغبة في دراسة علم الحديث ما يجلّ عن تسطير وصفه بناني. أخذ يسأل كلّ أحد عن أحد من المشايخ يعلّمه هذا العلم أو يدلّه عليه، فدلوه على الشيخ محمد نجيب المطيعي. وأخذ يبحث أكثر عن كتب أكثر، فوقع على المئة حديث الأولى من كتاب "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة" للشـيخ الألباني، فوجد أنّ الشيخ كان يركز على الأحاديث المنتشرة بين الناس والتي لا تصحّ. لاحظ أنّ أحكام الشيخ على الأحاديث ليست واحدة، فمرة يقول منكر ومرة يقول ضعيف ومرة باطل، فأخذ يبحث وينقّب كي يفهم هذه المصطلحات ويفرق بين أحكام الشيخ على الأحاديث، وسأل الشيخ المطيعي، فدلّه على كتابه "تحت راية السنة: تبسيط علوم الحديث"، فأخذه وعرف من حواشيه أسماء كتب السنة وأمهات الكتب التي كان ينقل منها، ومعاني المصطلحات. يقول أبو إسحاق : مكثت مع الكتاب (كتاب الشيخ الألباني) نحو سنتين كانت من أفيد السنين في التحصيل. اه كان في مراحل طلبه المتقدمة، في الجامعة، يعمل نهارا في محلّ بقالة بمدينة نصربالقاهرة ليعول نفسه، ويطلب ليلا، لذا، كانت ساعات نومه قد تصل إلى ثلاث ساعات في اليوم!. وكان لحاجته، لا يستطيع شراء ما يبتغيه من كتب العلم. المصنفات العلمية
تخريج تفسير ابن كثير. الثمر الداني في الذب عن الألباني. بذل الإحسان بتخريج سنن النسائي أبي عبد الرحمن. تحقيق الديباج شرح صحيح مسلم للسيوطي. حقيق الناسخ والمنسوخ لابن شاهين. مسيس الحاجة إلى تخريج سنن ابن ماجه. إتحاف الناقم بوهم الذهبي والحاكم. تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر في كتب الأماجد. شرح وتحقيق المغني عن الحفظ والكتاب بقولهم لم يصح شيء في هذا الباب. من أخذ عنهم
وكان قد نشر له كتاب "فصل الخطاب بنقد المغني عن الحفظ والكتاب"، وكان الشيخ الألباني يقول: ليس لي تلاميذ (أي: على طريقته في التخريج والنقد)، فلمّا قرأ الكتاب قال: نعم (أي: هذا تلميذه). سافر إلـى الشيخ الألباني في الأردن أوائل المحرم سنة 1407هـ وكان معه لمدة شهر تقريبا وبذلك أصبح تلميذا نجيبا له لشهر قضاه مع الشيخ الألباني. وقد قابله مرة أخرى في موسم الحج في الأراضي المقدسة سنة 1410هـ، وكانت أوّل حجة لأبو إسحاق وآخر حجة للشيخ الألباني. فعلى هذا، فإنّه لم يلق الشيخ الألباني إلا مرتين سجل لقاءاته وأسئلته فيهما على أشرطة 'كاسيت' ونشرت هذه اللقاءات باسم "مسائل أبي إسحاق الحوينيّ"، وهاتفه بضع مرات. فأخذ علمه عن الشيخ من كتبه ومحاضراته المسموعة، ومن هاتين المرتين. ذهب إلى المملكة العربية السعودية، فأخذ عن:
الشيخ عبد الله بن قعود. حضر بعض مجالس في شرح كتاب "الكافية في الجدل" للإمام الجويني، وكان يقرأ عليه آنذاك الشيخ صالح آل الشيخ وبذلك قد يكون درس كل كتاب الكافيه في الجدل كله بذلك.
وقد قال له -في لقائه به في عمان-: قد صحّ لك ما لم يصحّ لغيرك. اهـ.
وقال (الصحيحة ج5 ح2457) مختصا المشتغلين الأقوياء في علم الحديث: فعسى أن يقوم بذلك بعض إخواننا الأقوياء في هذا العلم كالأخّ عليّ الحلبيّ، وسمير الزهيريّ، وأبي إسحاق الحوينيّ، ونحوهم. اهـ.
وأيضا (الصحيحة ج7 ح3953 والذي نشر بعد وفاته): هذا، ولقد كان من دواعي تخريج حديث الترجمة بهذا التحقيق الذي رأيته؛ أنّ أخانا أبا إسحاق الحوينيّ سئل في فصله الخاصّ الذي تنشره مجلة التوحيد الغراء في كلّ عدد من أعدادها، فسئل –وزاده علما وفضلا- عن هذا الحديث في العدد الثالث (ربيع الأول 1419هـ) فضعفه، وبين ذلك ملتزما علم الحديث وما قاله العلماء في رواة إسناده، فأحسن في ذلك أحسن البيان، لكني كنت أودّ وأتمنى أن يتبع ذلك ببيان أنّ الحديث بأطرافه الثلاثة صحيح؛ حتى لا يتوهمنّ أحد من قراء فصله أنّ الحديث ضعيف مطلقا، سندا ومتنا، كما يشعر ذلك سكوته عن البيان المشار إليه. أقول هذا، مع أنني أعترف له بالفضل في هذا العلم، وبأنّه يفعل هذا الذي تمنيته له في كثير من الأحاديث التي يتكلم على أسانيدها، ويبين ضعفها، فيتبع ذلك ببيان الشواهد التي تقوي الحديث، لكنّ الأمر -كما قيل-: كفى بالمرء نبلا أن تعدّ معايبه. اهـ.
وقال الشيخ عبد الله بن آدم الألباني ابن أخي الشيخ (في رسالة خطية بعث بها لأبي عمرو أحمد الوكيل والذي بدوره نشر صورتها في كتابه "المعجم المفهرس للأحاديث النبوية والآثار السلفية التي خرّجها أبو إسحاق الحوينيّ" ص1759): في شتاء عام 1410هـ زارنا الشيخ الألباني في دارنا، وعرضت عليه جملة من الأسئلة، أذكر منها السؤال التالي: يا شيخ! من ترى له الأهلية من المشايخ لسؤاله في علم الحديث بعد رحيلكم، وإن شاء الله بعد عمر طويل؟. فقال: فيه شيخ مصري اسمه أبو إسحاق الحوينيّ، جاءنا إلى عمّان منذ فترة ولمست معه أنّه معنا على الخطّ في هذا العلم. فقلت: ثمّ من؟. قال: الشيخ شعيب الأرناءوط. قلت: ثمّ من؟. قال: الشيخ مقبل بن هادي الوادعي. اهـ.[بحاجة لمصدر]
وقال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد في مقدمة كتابه "التحديث بما لا يصحّ فيه حديث" (ط1 ص9-10) وذكر من أفرد كتبا لهذا النوع من التأليف، فذكر أربعة، كان الثالث والرابع منها كتابي "فصل الخطاب بنقد المغني عن الحفظ والكتاب"، و"جنة المرتاب بنقد المغني عن الحفظ والكتاب". قال: والأول أخصر من الثاني، لكنّ فيه ما ليس في الآخر، وكلاهما لأبي إسحاق الحوينيّ حجازي بن محمد بن شريف. اهـ.
وقال أيضا في الكتاب المذكور (ط1 ص21): "جنة المرتاب" أوعب كتاب رأيته لتخريج ونقد هذه الأبواب، وهو في 600 صفحة. اهـ.
وقال عنه فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان في درس فجر السبت بتاريخ 19/5/2007: "أشهد الله أن أبا اسحاق من علماء الحديث، ومن أهل الحديث الراسخين فيه، ولم أر شيخنا الألباني فرحا بأحد كما رأيته فرحا بقدوم الشيخ أبي اسحاق، ومجالسه مع الشيخ محفوظه، تنبيء عن علم غزير" الصفحة
إشاعات رائجة
اعتاد تلاميذ أبا إسحاق على ترويج العديد من الإشاعات عليه[بحاجة لمصدر] فالأولى أنه أحد تلاميذ الشيخ الألباني والصحيح أنه ذهب إلى الألباني عام 1407 هـ ليستفتيه في بعض المسائل.
ومكث عنده شهرا كاملا وله سؤالات مسجلة تدل على تعمق الشيخ حينئذ في علم الحديث فراجعها أن كنت تريدالحق وهي على موقع الشيخ
كل هذا لا معنى ولا فائدة منه وان صدر عن تلامذة الشيخ فهو راي محض
والثانية ان أبو اسحق الحويني اطلق شائعة كما يقال انه خليفة الشيخ الألباني [بحاجة لمصدر] وأن الشيخ الألباني مدحه وقال له: خذوا العلم من بعدي من الشيخ أبي إسحاق. ولكن الشيخ الألباني قال:
(السائل : شيخنا، جرى بينك وبين أخونا أبو إسحاق الحويني حوار، قلت له أنه خليفتك، هذا صحيح ؟ الشيخ مقاطعا : لا، ما قلت له. السائل : جزاكم الله خير يا شيخ. الشيخ : سلام عليكم) اهـ المصدر: سلسلة الهدى والنور، الشريط رقم 229،(00:54:48) استمع : [1][2]
سئل الألباني مرة أخرى : (السائل : طيب فيه آخر سؤال.. شيخ.. أخبرنا بعض الإخوة في مصر أن أبا إسحاق الحويني يقول أن معه إجازة منكم، فهل هذا صحيح ؟ وكذلك يقول بعض الإخوة أن أبا إسحاق يدعي بأنه خليفتكم في هذا العلم - أقصد علم الحديث - مع أننا نسمع نحن في اليمن أن الرجل الذي بعدكم في علم الحديث، هو الشيخ مقبل بن هادي الوادعي، فما تعليقكم على هذا ؟ الشيخ: هذه الدعاوى كثيرة وكثيرة جدا، وأنا لا أعتقد أن أحد الرجلين صح عنه ما تنسبوه إليهما، أما أنا فلا أقول شيئا من هذا في أحد ما دمت حيا لأنني أرجو أن يكون الخلفاء من بعدي أكثر من واحد أو اثنين) اهـ المصدر: سلسلة الهدى والنور، الشريط رقم 591، (00:01:39) استمع : [3][4]
خطبتان في كلّ شهر عربيّ، الجمعتان الأولى والثالثة، ومحاضرة كلّ يوم اثنين، بين المغرب والعشاء، وكلّهم في مسجد شيخ الإسلام ابن تيمية بمدينة كفر الشيخ.
ويحاضر على قناة الحكمة الفضائية (والتي يرأس لجنتها العلمية) في برامج: زهر الفردوس (مباشر أسبوعيّ)، حرس الحدود (مسجل أسبوعيّ)، أولئك آبائي (مباشر شهريّ)، ومدرسة الحياة (مسجل أسبوعيّ)، بالإضافة إلى إذاعة خطبة الجمعة له معادة.